الشباب أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة.. والوقاية تبدأ من الطعام والرياضة

 
  • «الأيام» تسلّط الضوء على أكثـر الأمـــراض شـيـوعًا فـي الـيوم العالمي للصحة
فيما يحتفل العالم اليوم السابع من أبريل بـ«اليوم العالمي للصحة» تحت شعار «صحتي.. حقّي»، تسلط «الأيام» الضوء على أبرز 3 أمراض مزمنة تنتشر في المملكة، حيث التقت عدد من الأطباء الاستشاريين ذوي الاختصاصات في تلك الأمراض، وهي: القلب، السكري، والضغط.
وقال الأطباء في تصريحاتهم للأيام، أن الشباب اليوم باتوا أكثر عرضةً للإصابة بالأمراض المزمنة، وذلك بما قبل، وذلك بسبب أسلوب الحياة وقلّة النشاط الرياضي ونوعية الأطعمة التي يتم تناولها.
ودعا الأطباء إلى ضرورة الوقاية من تلك الأمراض من خلال تغيير نمط الحياة إلى أنماط صحية يكون فيها تناول الطعام متوازنًا وتعتمد على ممارسة الرياضة بشكل يومي لمدة تتراوح بين عشرين إلى ثلاثين دقيقة.
وحذّر الأطباء من تبعات إهمال نمط الحياة الصحي، وإهمال متابعة تلك الأمراض المزمنة في حال الإصابة بها، حيث إن إهمال المتابعة العلاجية المستمرة قد يؤدي إلى الوفاة، مشيرين إلى أن أمراض القلب في البحرين أصبحت هي المسؤول الأول عن حالات الوفاة بنسبة 23% من إجمالي الوفيات.


استشاري أمراض السكر الدكتور جعفر عباس:
انتشار كبير لـ«السكّري» بالبحرين.. والشباب أكثر عرضة
قال الدكتور جعفر عباس استشاري طب العائلة وأمراض السكري، ان معدل انتشار مرض السكري في مملكة البحرين 15% حسب الدراسات والاحصائيات ولكنه يؤكد ان هذه النسبة تعد قليلة مقارنة بالواقع ومرتادي العيادات منا لمصابين بمرض السكري، مشيرا الى ان فئة الشباب هم الأكثر عرضة للإصابة بمرض السكري والامراض المزمنة الاخرى.
وحذر د. عباس من العواقب التي قد تنشأ من ارتفاع السكر بالدم بشكل طارئ مثل الغثيان، والاعياء، وزغللة بالعين، وعدم القدرة على الرؤية واحيانا، قد يؤدي للأغماء.
وأضاف انه هناك مشاكل صحية على المدى البعيد اذا لم يعالج السكري ولم يتم تضبيط معدل السكر بالمعدل المطلوب، مثل اعتلال في الاوعية الدموية، والاعتلال في الاعصاب الطرفية، واعتلال الكليتين مما قد يؤدي لفشل كلوي، واعتلال قاع العين وقد يسبب ضرر على النظر او فقدان النظر، ومشاكل الاعصاب الطرفية، والاختلاجات المختلفة التي قد تصيب الجسم.
وأوضح ان مرض السكري ينقسم الى 3 أنواع، و هو حالة مزمنة ينتج خلالها ارتفاع في سكر الدم النوع الأول حيث لا يستطيع البنكرياس ان ينتج ما يكفي من الانسولين لتغطية ما يحتاجه الجسم، أما النوع الثاني فيكون عندما لا يستطيع الجسم ان يستخدم الانسولين الُمنتج بفعالية تامه، والنوع الثالث هو سكر الحمل.
وحول الأعراض التي من الممكن ان تظهر على مريض السكري قبل الفحوصات أشار انه قد لا يكون هناك اعراض تماما خصوصا عند بداية المرض، وقد يُكتشف عند الفحص الدوري، وان الاعراض الشائعة هي العطش، وكثرة التبول، وفقدان الوزن، زغللة في الرؤية، كلها تعتبر من الاعراض الشائعة عندما يكون هناك ارتفاع في السكر.
وأشار د. عباس الى العوامل التي تزيد من ظهور مرض السكري منها زياده الوزن، التقدم في العمر بعد سن 45 فيما فوق تزداد النسبة الخمول، وقلة الحركة، والنساء اللاتي أصبن بسكر الحمل مسبقا هن معرضات للإصابة بالسكري، إضافة وجود الامراض المزمنة مثل ارتفاع الدم والكولسترول قد يعزز من ظهور السكري، والتاريخ المرضي الاسري من وجود السكري عند الاب والام والاخوان والعمات خصوصا النوع الثاني من السكر.
وفيما يتعلق بالعلاج قال: «العلاجات المتاحة لمرض السكري للنوع الأول هو الانسولين فقط لا غير سواء عن طريق الحق او عبر مضخة الانسولين.اما النوع الثاني علاجه الرئيسي، تغيير نمط الحياة الى نمط حياة صحي، وممارسة الرياضة بمعدل 30 دقيقة، وتقليل النشويات والحلويات والمشروبات الغازية، التوجه نحو نظام صحي غني بالألياف وقليل من السكريات اما بالنسبة لسكر الحمل العلاج الرئيسي هو الحمية الصحية وفي بعض الحالات يتم إعطاء الانسولين».


بنسبة 23%.. استشاري أمراض القلب الدكتور مرتضى:
 أمراض القلب السبب الأول للوفيات بالبحرين
كشف استشاري امراض القلب د. مرتضى حليم ان اهم العوامل التي قد تزيد من خطر الاصابة بأمراض القلب وخاصة امراض الشرايين هو مرض السكر والضغط وارتفاع الكولسترول والتدخين مع وجود العامل الوراثي في بعض الأحيان.
وحول الاعراض التي يجب توخي الحذر عند الشعور بها أوضح استشاري أمراض القلب بأنها تعتمد على المشكلة الموجودة في القلب ويختلف حسب المرض، فإن كان له علاقة بمشكلة في الشرايين فالأعراض تكون الام الصدر او التهاب ف النفس او إذا كانت المشكلة في الصمامات فتكون الاعراض التهاب في النفس او تورم في الارجل والخفقان.
منوهًا انه يجب الحذر من آلام الصدر التي قد تؤشر لتضييق في الشريان ويتطلب علاج بسرعه، وان كانت شديدة ومباشرة فيجب مراجعة الطبيب في أسرع وقت.
وذكر انه حسب احصائيات منظمة الصحة العالمية لعام 2017 ان امراض القلب تعد السبب الأول في الوفيات في مملكة البحرين ودول الخليج يليها مرض السرطان، وحسب احدث بيانات منظمة الصحة العالمية المنشورة لعام 2020 بلغت الوفيات بسبب امراض القلب التاجية في البحرين الى 971 حالة، أي بنسبة 23% من اجمالي الوفيات وتحتل البحرين المرتبة 41 في العالم.
واكد على أهمية وضرورة الفحوصات الدورية للتأكد من عدم وجود مرض السكري والضغط وعدم وجود الدهنيات على الأقل مره في كل عام. مشيرا إذا شعر الشخص بالآلام في الصدر فقد يحتاج الى تخطيط القلب، وان هذه الفحوصات محددة حسب شكوى المريض وما يعاني منه.
واشار د. مرتضى انه هناك علامات تحذيرية يجب الانتباه لها مثل تعب في التنفس والالام في الصدر، الخفقان المستمر والدوخة عندها يجب مراجعة الطبيب للتأكد من انه لا يوجد مشكلة في القلب وكل ما ازدادت احتمالات وجود امراض مثل ارتفاع الضغط والسكر والكولسترول والسن فوق الـ60 سنة تكون نسبه المرض اعلى، والشباب هم الفئة الأقل عرضة بالإصابة بأمراض القلب.
وحول العلاجات الممكنة قال: هناك تطور كبير في السنوات الأخيرة في علاج امراض القلب بمملكة البحرين وتتوفر العلاجات والمراكز المختصة سواء تدخلات بالدواء او بالقسطرة او بالعمليات الجراحية، واغلبية امراض القلب العلاج متاح سواء في الصمام او الشريان او عدم انتظام ضربات القلب.
وأوصى استشاري أمراض القلب باتباع نمط حياة صحي من ناحية الاكل والتمارين، والحفاظ على الوزن، وعدم التدخين للحد من حدوث امراض القلب او تطور المرض في حالة حدوثه، وممارسة الرياضة مثل المشي والفحوصات الدورية مثل فحوصات الضغط والسكر والكولسترول.


استشاري الأمراض الباطنية الدكتور حسن:
 40 % انتشار «الضغط» في الفئات التي تتجاوز 50 سنة بالمملكة
أشار د. حسن محمد سعيد استشاري العناية المركزة والامراض الباطنية ان مرض الضغط هو من أكثر الامراض المزمنة شيوعا ويعرف بانه: ارتفاع الضغط عن 140 مليمتر زئبق، والضغط الانبساطي عن 90 مليمتر زئبق.
وأوضح أن هناك درجات تسبق هذه الحالات ينبغي مراقبتها في الاشخاص الاكثر عرضة لهذا المرض.
ونوه ان نسبة مرض الضغط في البحرين حوالي 6% عموما، ولكن في الفئات العمرية من 50 إلى 69 سنة تصل إلى 40% حسب آخر إحصائية.
وفيما يتعلق بأنواع الضغط قال: «ينقسم الى قسمين، النوع الشائع هو ارتفاع الضغط الاولي يشكل حوالي 90-95٪؜ من الحالات.
وأضاف ان النوع الثاني هو ارتفاع الضغط الثانوي وغالبا أسبابه امراض الكلى وبعض الاختلالات الهرمونية وامراض النوم وغيرها.
 وحول اسباب ارتفاع الضغط الشائع الاول، قال سعيد بأنها غير معروفة بالضبط ولكن هو نتاج تفاعل الاستعداد الوراثي مع عادات معينة كزيادة الوزن، وكثرة استهلاك الاملاح، وبعض العادات الغذائية المركزة على استهلاك الدهون، وانماط الحياة كالتدخين واستهلاك الكحول، وقلة الحركة، والتي قد تحدث تغيرات في اوعية الدم وبالتالي في أعضاء أخرى، مثل الكلى والاعصاب وبالتالي تطور المرض الى درجات اعلى.
وأوضح سعيد انه غالبا ما يكون مرض ارتفاع الضغط بغير اعراض ويُكتشف وقت قياس الضغط لأسباب اخرى او وقت الفحوصات الروتينية قبل العمل وغيره مشيرا الى اعراضه المختلفة مثل وجع الرأس وقد يكون مضاعفات المرض مثل النوبة القلبية وجلطات الدماغ وغيرها، مؤكدا ان المصاب بارتفاع الضغط اكثر عرضة لأمراض القلب والشرايين والكلى.
وتطرق استشاري الامراض الباطنية الى تشخيص مرض ارتفاع الضغط حيث يكون عن طريق توثيق ارتفاع الضغط الى المستوى المذكور وأعلى في ثلاث زيارات وتحت ظروف هادئة وبطريقة سليمة،مؤكدا انه ينبغي غياب أي اعراض من الالام وغيرة التي قد تسبب ارتفاع آني للضغط.
أما عن العواقب الصحية لارتفاع الضغط فقال«مرض الضغط هو احد الاسباب التي يمكن تغييرها لتجنب الكثير من الامراض الخطيرة. من عواقب عدم علاج الضغط هو تطور الحالة الى التأثير على الأعضاء المهمة مثل القلب وحدوث النوبات القلبية والفشل القلبي، قصور الكلى والفشل الكلوي، السكتة الدماغية (الجلطة) وامراض الشرايين وغيرها».
وفيما يخص علاج الضغط أوضح سعيد انه في المراحل ما قبل ارتفاع الضغط والمرحلة الاولى من المرض يمكن علاجه عن طريق تغيير نمط الحياة مثل الغذاء الصحي وممارسة الرياضة غيرها فاذا لم تجدي هذه الأمور هناك تكون ضرورة لانتقال للعلاج بأدوية تنزيل الضغط.
وأضاف أن هناك خطوات يومية للتحكم في ارتفاع الضغط يكون عن طريق مراقبة الضغط بانتظام والمواظبة على اتباع ارشادات الطبيب سواء كان في تغيير نمط الحياة او الالتزام بأخذ ادوية ارتفاع الضغط، مؤكدا انه هناك نسبة كبيرة من المرضى لا يلتزمون بهذه التعليمات خاصة اذا كان المرض في المراحل الاولى ولا يوجد اعراض فيقل حماس المريض للالتزام بالعلاج وهذا يؤدي الى المضاعفات الخطيرة للمرض.
وحول اهم أنماط الحياة الذي يجب تغييرها قال:«انزال الوزن ومعالجة السمنة، تقليل اكل الملح والدهون والتركيز على الأغذية الغنية بالبوتاسيوم والمغنيسيوم، ممارسة الرياضة يوميا ان امكن،- تجنب التدخين تجنب شرب الكحول،-تجنب استهلاك الادوية التي تساعد على ارتفاع الضغط كأدوية الادمان مثل الكوكائين وغيره»
وأضاف ان انماط التغذية المفروض اتباعها هو تجنب كثرة اكل الملح وتخفيضه الى حوالي 6 جم من«الصوديوم كلورايد» في اليوم، مشيرا ان يكون الملح معتدلا في الطعام وليس بالضرورة منزوع الملح كليا بحيث يكون الطعام غير مستساغ، وبالتالي يكون الالتزام به صعبا تقليل نسبة الملح يؤدي نزول في ارتفاع الضغط بنسبة معتد بها سريريا من ناحية ايجابية.
كما حثّ سعيد على تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم والمغنيسيوم كالفاكهة والخضار يؤدي الى انخفاض في ضغط الدم، والتقليل من الدهون والكوليسترول في الطعام خاصة اذا كان المريض يعاني من امراض اخرى كالسكري والقلب او تصلب الشرايين، ثالثا تجنب استهلاك الاغذية ذات السعرات الحرارية المرتفعة التي تؤدي الى زيادة الوزن والتحكم في مستوى السكر بالنسبة للمرضى المصابين بالسكري.
واختتم حديثه حول أهمية الرياضة البدنية وحتى لو بنسبة بسيطة فهي تؤدي الى خفض الضغط بنسبة قد تصل الى عشر درجات وأشار الى عدة دراسات تنصح بممارسة الرياضة من 20 الى 30 دقيقة في اليوم لمدة خمسة ايام في الاسبوع للتقليل من مخاطر الاصابة بالجلطات والنوبات القلبية،اضافة الى فائدة الرياضة في تقليل الوزن والتحكم في مستويات السكر والدهون في الدم.
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram