800 عملية جراحية لـ«السمنة» سنويًا في البحرين.. %40 منها للرشاقة لا العلاج

  • صحّة المريض ليست سلعة يُتاجر بها عبر «السوشال ميديا» والعروض التسويقية عبر المشاهير

  • عمليات «السمنة» تستدعي إجراؤها من طبيب «مقيم» وليس «زائرًا» لضمان متابعة المضاعفات

قال استشاري الجراحة العامة وجراحة المناظير وجراحات السمنة رئيس جمعية الأطباء البحرينية الدكتور عامر إبراهيم الدرازي أن حوالي 800 عملية جراحة للسمنة تُجرى في البحرين سنويًا.
وأشار إلى أن أغلبها للرشاقة وليس العلاج، موضحًا أن هذا النوع من العمليات مخصّص للمرضى الذين يعانون من أمراض مصاحبة للسمنة.
وأكد الدكتور عامر الدرازي ان الجراحات المتخصصة في خسارة الوزن تطوّرت بشكل كبير خلال العقدين الماضيين، وباتت ضمن البروتوكول الذي يتبعه الأطباء لمساعدة المرضى في تحسين صحتهم ونمط حياتهم.
ولكن كيف يحدّد الطب إيجابياتها أو مخاطرها؟ وما المعايير التي تؤهل المريض لإجراء تدخل جراحي؟ وكيف يقيّم الأطباء حالته الجسدية والنفسية قبل الجراحة وبعدها؟ وكيف يمكن تفادي المضاعفات؟ وأخيرًا، ما ضوابط إجراء مثل هذه العمليات في البحرين؟
«الأيام» فتحت ملف عمليات التكميم وجراحات السمنة، إذ كان من أبرز من التقتهم في هذا الإطار استشاري الجراحة العامة وجراحة المناظير وجراحات السمنة رئيس جمعية الأطباء البحرينية الدكتور عامر إبراهيم الدرازي، إذ أكد أن عمليات وجراحات السمنة هي عمليات مخصصة لعلاج السمنة المفرطة والأمراض الناتجة عنها فقط، ومن الخطأ وغير الصحيح لدى البعض القيام بها من أجل التجميل، موضحًا أن هذا النوع من العمليات مخصص للمرضى الذين يعانون من أمراض مصاحبة للسمنة، أو أن السمنة تكون السبب الرئيس في أمراضهم، كالضغط والسكري وآلام الظهر والمفاصل، وارتفاع الكوليسترول والدهون.
وشدد على أن الطب وصحة المريض لا يجب التعامل معهما مثل أي سلعة استهلاكية من حيث نشر إعلانات تخفيضات تصل إلى نصف السعر، أو توظيف مشاهير وسائل التواصل الاجتماعية و(الفاشينيستات) للدعاية لبعض العيادات أو الأطباء ونشر معلومات خاطئة بعض الأحيان، وعليه فإن المرضى يتوجّب عليهم الابتعاد عن ثقافة اتباع مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي في الأمور الطبية.
وقال: «يؤسفنا إقبال عدد من المرضى على إجراء مثل هذه العمليات وهم في غنى عنها، إذ بمجرّد أن تصبح لديهم زيادة بسيطة في معدل أوزانهم يلجأون مباشرة إلى إجراء عملية لمحاربة السمنة، وتجاوز البديل الموجود غير الجراحي».
ونبّه الدكتور الدرازي إلى ضرورة إجراء الفحوصات الطبية اللازمة قبل إجراء أي عملية من عمليات السمنة، تشمل فحوصات دم مختبرية شاملة، وفحص منظار المعدة، لأنه في بعض الأحيان يكون السبب الرئيس في الإصابة بالسمنة هو الهرمونات، وبالتالي المريض لا يحتاج إلى إجراء جراحة السمنة، وحتى لو أجريت له عملية تحوير فلن يستفيد المريض منها شيئًا، وبالتالي لا بد من إجراء تلك الفحوصات.
وحول أبرز مضاعفات عملية التكميم، أوضح الدكتور عامر أن التسريب وجلطات الرئة والقدم أبرز المضاعفات، مبينا أنها نادرة الحدوث، وإن حدثت فبنسبة 1 % لدى مرضى جراحات السمنة.
أما بالنسبة لاحتمالات الوفاة بعد إجراء عمليات السمنة، فهي أقل من 0.01%، وهي أقل من معدلات الوفاة التي قد تحدث عند إجراء عمليات تبديل مفصل الركبة أو عمليات استئصال الأورام المسرطنة، مشيرًا إلى أن التسريب وجلطات الرئة مسؤولان عن 90% من حالات الوفاة، وأنه لتفادي حدوث ذلك يتم إعطاء المرضى أبر السيولة لمدة 3 أسابيع بعد العملية، ومتابعتهم بشكل مستمر لتشخيص التسريب بسرعة فور حصوله، إذ إن نجاح إجراءات علاج التسريب مرتبطة بسرعة التشخيص.
وأوضح الدكتور الدرازي أن المضاعفة ليست خطأ طبيًا، وأنها واردة، موضحًا أن الخطأ الطبي يحدث في حال مخالفة أو خروج الطبيب في سلوكه عن القواعد والأصول الطبية التي يقضي بها العلم، والمتعارف عليها نظريا وعمليا وقت تنفيذه العمل الطبي، أو إخلاله بواجبات الحيطة والحذر واليقظة التي يفرضها القانون والمهنة عليه.
متى نلجأ للعملية؟
وتحدّث الدكتور عامر الدرازي عن مفهوم السمنة، موضحًا أن السمنة – حسب تعريف منظمة الصحة العالمة – مرض مزمن يتفاقم مع الوقت وتنتج عنه مضاعفات، وهي ناتجة عن تراكم غير طبيعي أو مفرط للدهون على نحو يشكل خطرًا على الصحة، وتكمن خطورتها في أنها تزيد من خطر الإصابة بالعديد من المشاكل الصحية.
وقال: «لا يمكن القفز لإجراء العملية للمريض قبل أن يمر بمرحلة من العلاجات تسبق العملية، مثل الحمية والرياضة والعلاجات الدوائية، فاليوم أصبح هناك أبر تخسيس يومية وأسبوعية وبالونات المعدة، وفي حال لم يستفد المريض منها ننتقل إلى التفكير بإجراء العملية له».
وأكد أن العمليات الجراحية لعلاج السمنة حققت نجاحًا باهرًا للحالات التي تعاني من أمراض السكري والضغط والكوليسترول، إذ استطاعوا التخلص من الوزن الزائد في الجسم والدهون في مختلف مناطق الجسم التي كانت تشكل خطرًا على صحتهم، وانتظمت وظائف الجسم واستطاعوا التخلص من 80% من العلاجات والأدوية التي يستخدمونها طوال فترة حياتهم.
وأفاد أنه من خلال مستشفيات مملكة البحرين الحكومية والخاصة تُجرى سنويًا نحو 800 عملية جراحية لعلاج السمنة، غالبيتها للسيدات، لافتًا إلى أن أكثر من 40% من السيدات يقبلن على إجراء جراحة السمنة للتجميل والرغبة في جسم رشيق، وليس علاجًا.
وتتمثل مختلف جراحات وعلاج السمنة في بالون المعدة، والحلقة، والتكميم، النحوير العام، التحوير المصغر، ويتم شرح طريقة إجراء العملية وإيجابياتها وسلبياتها، ومضاعفاتها المحتملة للمرضى قبل إجرائها.
مراكز طبّية تجارية
قال الدكتور الدرازي إن هناك بعض المراكز الطبية الخاصة داخل وخارج مملكة البحرين – للأسف – أصبحت تجارية وتستهوي عقول المرضى، وتستغل حاجتهم الماسّة للقيام بمثل هذه العمليات، عبر العروض الترويجية التي تقوم بها وتخفيض أسعار العمليات والتي هي تأتي بناءً على سعر الأجهزة.

المصدر: خديجة العرادي

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram