في قصة تمثّل الفداء والعطاء في أبهى صوره، تبرّع الشاب غالب عبدالله حسان من أبناء قرية المالكية إلى شقيقه الأصغر «زهير» بكليته، في عملية استمرت لعدة ساعات، أمس السبت بمستشفى الملك حمد، وتشير متابعاتها الأولية الى نجاحها، ليُعيد الأخ الكبير لأخيه الأصغر الحياة ويهبه جزءًا من جسده. وأكد أخوهما الأكبر الشيخ علي حسان لـ«الأيام» ان العملية تكللت بالنجاح، وان الطبيب المشرف على العملية أخبرهم ليل أمس بأن الكلية المتبرع بها من «غالب» بدأت بالعمل في جسد الشقيق المتبرع له «زهير».
وتعود تفاصيل القصة التي يرويها أخوهما الشيخ علي حسان لـ«الأيام» الى 4 أعوام، حين أصيب زهير «أب لـ4 أبناء» بالفشل الكلوي ويبدأ رحلة البحث عن علاج في الهند، ثم في مملكة البحرين، إذ بقي على تناول الأدوية التي يصرفها له الأطباء منذ ذلك الحين والى قبَيل سنتين تقريبًا، حين أخبره الطبيب أنّه وصل إلى مرحلة الفشل الكلوي الكامل، ما يعني حاجته للدخول في رحلة غسيل الكلى وحاجته الى متبرّع مطابق لنجاح العملية.
ويضيف الشيخ علي: «حينها اجتمعنا كأخوة باعتبار أننا الأقرب مطابقةً لأخينا، وحينها أعلن الأخ غالب – الذي يبلغ من العمر 44 عامًا – دون تردّد أنه هو من سيتبرّع لأخيه، بكليته وأصرّ على ذلك».
الشقيقان تربطهما علاقة متميزة وبينهما تشابه في الصفات والشكل، ولعلّ القدر أكمل لهما هذا التجانس لتأتي نتائج فحوصات المتبرّع بأنه مطابق وسليم، وبإمكانه أن يهب أخاه كليته، ليكملا معًا رحلة الحياة، بحلوها ومرّها، وما أجزل عطاء الأخ لأخيه.
وأضاف: «بحمد الله، بعد خروج الأخوين من العملية عصر اليوم أمس)، قمنا بالسلام عليهما من وراء الزجاج، وسيبقيان تحت الملاحظة لا سيّما الأخ المتبرّع له لمدة 24 ساعة، لتتضح بعدها نتائج العملية بشكل أوضح والتحليلات اللازمة، وحالتهما الآن مستقرة ويرقدان في مستشفى الملك حمد بالمحرق، والطبيب الذي أشرف على العملية أكد بشكل مبدئي أن جميع الأمور تشير الى اتجاه العملية الى النجاح باذن الله تعالى».
من جانب آخر، توجّه الشيخ علي بالشكر الجزيل إلى كل من سأل ودعا للأخوين، مؤكدًا أن هذا التعاطف الكبير الذي أبداه أهل البحرين بمختلف مناطقهم الجغرافية وطوائفهم يعكس الروح الواحدة لمملكتنا الغالية، كما توجّه بالشكر الجزيل إلى ادارة مستشفى الملك حمد التي قامت باللازم في سبيل توفير جميع الاحتياجات لنجاح العملية وإجرائها في وقتها وعلى أكمل وجه.
