فخورة لكوني البحرينية الوحيدة في أول مركز للطب التجديدي بالبحرين

يقول‭ ‬رجل‭ ‬الأعمال‭ ‬الأمريكي‭ ‬الشهير‭ ‬لاري‭ ‬بيج‭ ‬أحد‭ ‬مؤسسي‭ ‬محرك‭ ‬البحث‭ ‬الأشهر‭ ‬في‭ ‬العالم‭ (‬غوغل‭): ‬‮«‬إن‭ ‬هدف‭ ‬محرك‭ ‬البحث‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬هو‭ ‬فهم‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬العالم‭.. ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يعطي‭ ‬دائما‭ ‬النتيجة‭ ‬الصحيحة‭.. ‬ونحن‭ ‬جدا‭ ‬جدا‭ ‬بعيدون‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‮»‬‭!‬

نعم،‭ ‬رغم‭ ‬أهمية‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬في‭ ‬فهم‭ ‬الحياة‭ ‬ومجريات‭ ‬أمورها‭ ‬فإنه‭ ‬لم‭ ‬يحتل‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬المكانة‭ ‬المطلوبة‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬العربية،‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬العالم‭ ‬الكبير‭ ‬أحمد‭ ‬زويل‭ ‬دعامة‭ ‬رئيسية‭ ‬لأي‭ ‬مجتمع،‭ ‬فمن‭ ‬العلم‭ ‬تنشأ‭ ‬التكنولوجيا،‭ ‬التي‭ ‬بالتالي‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬التطوير،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إنهما‭ ‬لا‭ ‬يوجدان‭ ‬إلا‭ ‬اذا‭ ‬كان‭ ‬المجتمع‭ ‬يقدر‭ ‬ويدرك‭ ‬أهمية‭ ‬العلم‭.‬

تلك‭ ‬هي‭ ‬رؤية‭ ‬هذه‭ ‬الفتاة‭ ‬الطموحة،‭ ‬التي‭ ‬أدركت‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬للنجاح‭ ‬بما‭ ‬تكسبه‭ ‬أو‭ ‬تنجزه‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬لنفسك،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬تفعله‭ ‬للآخرين،‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬الفلسفة‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬عليها‭ ‬البحث‭ ‬العلمي،‭ ‬فكانت‭ ‬أول‭ ‬بحرينية‭ ‬باحثة‭ ‬في‭ ‬الطب‭ ‬التجديدي‭ ‬حاصلة‭ ‬على‭ ‬اعتماد‭ ‬لإجراء‭ ‬فحص‭ ‬التسلسل‭ ‬الجيني‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬

لقد‭ ‬عشقت‭ ‬العلم‭ ‬منذ‭ ‬طفولتها،‭ ‬وأدركت‭ ‬أهميته‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الشعوب،‭ ‬فشقت‭ ‬طريقها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬بكل‭ ‬شغف‭ ‬وإصرار،‭ ‬وقررت‭ ‬أن‭ ‬تواصل‭ ‬المسيرة،‭ ‬لتحقق‭ ‬طموحاتها‭ ‬التي‭ ‬بلا‭ ‬سقف،‭ ‬إيمانا‭ ‬منها‭ ‬بأنه‭ ‬من‭ ‬الخطأ‭ ‬أن‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬العلم‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬رفاهية‭ ‬لا‭ ‬تملكها‭ ‬الدول‭ ‬النامية،‭ ‬بل‭ ‬يجب‭ ‬الاستثمار‭ ‬الوافر‭ ‬في‭ ‬مجالاته‭.‬

حول‭ ‬تجربة‭ ‬هذه‭ ‬العالمة‭ ‬الصغيرة‭ ‬كان‭ ‬الحوار‭ ‬الآتي‭:‬

{ متى‭ ‬بدأت‭ ‬علاقتك‭ ‬بالعلم؟

لقد‭ ‬بدأ‭ ‬عشقي‭ ‬للعلم‭ ‬مبكرا‭ ‬للغاية‭ ‬وتحديدا‭ ‬منذ‭ ‬الطفولة،‭ ‬فكنت‭ ‬محبة‭ ‬بشدة‭ ‬للعلوم،‭ ‬وخاصة‭ ‬النجوم،‭ ‬وكم‭ ‬تمنيت‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬عالمة‭ ‬فضاء‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬لذلك‭ ‬التحقت‭ ‬بمركز‭ ‬العلوم‭ ‬في‭ ‬فصل‭ ‬الصيف‭ ‬وكان‭ ‬عمري‭ ‬حينئذ‭ ‬تسع‭ ‬سنوات،‭ ‬وخلال‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية‭ ‬قررت‭ ‬دراسة‭ ‬الطب،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬وقت‭ ‬انطلاق‭ ‬الأحداث‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬عام‭ ‬2011،‭ ‬ولأن‭ ‬الظروف‭ ‬والأوضاع‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬كانت‭ ‬حرجة،‭ ‬إلا‭ ‬انني‭ ‬سافرت‭ ‬إلى‭ ‬المانيا‭ ‬لتحقيق‭ ‬رغبتي‭ ‬وطموحي،‭ ‬ولكن‭ ‬تبدلت‭ ‬الأمور‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭.‬

كيف‭ ‬تبدلت‭ ‬الأمور‭ ‬معك؟

في‭ ‬البداية‭ ‬واجهت‭ ‬تحدي‭ ‬اللغة‭ ‬في‭ ‬ألمانيا،‭ ‬فقدمت‭ ‬أوراقي‭ ‬للدراسة‭ ‬في‭ ‬النمسا،‭ ‬وتم‭ ‬قبولي،‭ ‬وبالفعل‭ ‬درست‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحيوية‭ ‬الطبية‭ ‬مدة‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات،‭ ‬ثم‭ ‬توجهت‭ ‬للدراسة‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬كمبردج،‭ ‬وكانت‭ ‬نقطة‭ ‬تحول‭ ‬في‭ ‬مشواري‭ ‬العلمي،‭ ‬حيث‭ ‬اكتسبت‭ ‬خبرة‭ ‬واسعة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬البحث‭ ‬العلمي،‭ ‬وكان‭ ‬كل‭ ‬المحيطين‭ ‬بي‭ ‬هناك‭ ‬أناس‭ ‬خبراء‭ ‬لهم‭ ‬خبرة‭ ‬عريضة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬وتعلمت‭ ‬منهم‭ ‬مهارات‭ ‬البحث‭ ‬مدة‭ ‬عام‭ ‬تقريبا،‭ ‬بعدها‭ ‬قررت‭ ‬التخصص‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المجال‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬ألغيت‭ ‬فكرة‭ ‬دراسة‭ ‬الطب،‭ ‬لأنني‭ ‬وجدت‭ ‬أنه‭ ‬مجال‭ ‬حديث‭ ‬ومهم‭ ‬وقليل‭ ‬الاقبال‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتنا،‭ ‬وكان‭ ‬الخيار‭ ‬الأهم‭ ‬أمامي‭ ‬نظرا‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬في‭ ‬حياتنا،‭ ‬واحتياج‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬إلى‭ ‬خبرات‭ ‬به،‭ ‬ثم‭ ‬جاءت‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا‭ ‬وغيرت‭ ‬معها‭ ‬أمورا‭ ‬كثيرة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بذلك‭ ‬المجال‭. ‬

{ كيف‭ ‬أثرت‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬على‭ ‬مجال‭ ‬البحث‭ ‬العلمي؟

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬فجرت‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬أهمية‭ ‬البحث‭ ‬العلمي،‭ ‬وأكدت‭ ‬مدى‭ ‬الحاجة‭ ‬إليه،‭ ‬ولذلك‭ ‬بعد‭ ‬حصولي‭ ‬على‭ ‬رسالة‭ ‬الماجستير‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التخصص‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بأمراض‭ ‬القلب‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭ ‬عدت‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬وقدمت‭ ‬للعمل‭ ‬بجامعة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬وقت‭ ‬اندلاع‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا،‭ ‬التي‭ ‬دفعتني‭ ‬إلى‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬الذي‭ ‬أبرز‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭ ‬أهميته‭ ‬بشدة،‭ ‬وبدأت‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬صعبة‭ ‬ومختلفة،‭ ‬ثم‭ ‬قررت‭ ‬الجامعة‭ ‬تأسيس‭ ‬فريق‭ ‬الطب‭ ‬التجديدي،‭ ‬وكان‭ ‬لي‭ ‬الشرف‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬البحرينية‭ ‬الوحيدة‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬ثلاث‭ ‬نساء،‭ ‬نظرا‭ ‬إلى‭ ‬دراستي‭ ‬وخبرتي‭ ‬الواسعة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬المهم‭.‬

ما‭ ‬هي‭ ‬مهمة‭ ‬فريق‭ ‬الطب‭ ‬التجديدي؟

لقد‭ ‬قررت‭ ‬جامعة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬تكوين‭ ‬فريق‭ ‬الطب‭ ‬التجديدي‭ ‬الذي‭ ‬انضممت‭ ‬إليه‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬وذلك‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا،‭ ‬بهدف‭ ‬مواكبة‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬وهو‭ ‬أول‭ ‬مركز‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬بالبحرين،‭ ‬ويمثل‭ ‬مظلة‭ ‬تندرج‭ ‬تحتها‭ ‬عدة‭ ‬تخصصات‭ ‬مهمة‭ ‬وحديثة،‭ ‬منها‭ ‬العلاج‭ ‬بالخلايا‭ ‬الجذعية،‭ ‬والعلاج‭ ‬الجيني،‭ ‬وعلاج‭ ‬الشيخوخة‭ ‬وأمراضها،‭ ‬وكان‭ ‬لي‭ ‬شرف‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬أول‭ ‬مؤتمر‭ ‬عالمي‭ ‬للعلاج‭ ‬الجيني‭ ‬والطب‭ ‬التجديدي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭. ‬

{ كيف‭ ‬تقيمين‭ ‬أهمية‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتنا؟

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالبحث‭ ‬العلمي‭ ‬مسألة‭ ‬تتعلق‭ ‬بالشغف‭ ‬العلمي،‭ ‬وبالقناعة‭ ‬بأهمية‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬العلم،‭ ‬وفي‭ ‬الطاقات‭ ‬الشبابية‭ ‬الموهوبة‭ ‬علميا،‭ ‬وأنا‭ ‬أرى‭ ‬أنه‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الصعيد‭ ‬فإن‭ ‬حقوق‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬والعلماء‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬مهضومة‭ ‬بعض‭ ‬الشيء،‭ ‬وأن‭ ‬حظوظهم‭ ‬قليلة،‭ ‬لذلك‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬التوجه‭ ‬بشدة‭ ‬نحو‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬العلم،‭ ‬وفي‭ ‬تلك‭ ‬الطاقات‭ ‬المتوافرة‭ ‬بكثرة‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا،‭ ‬والثقة‭ ‬في‭ ‬قدراتها‭ ‬وإمكانياتها،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬تحمل‭ ‬الخبرة‭ ‬العريضة‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬فالمهم‭ ‬هو‭ ‬توافر‭ ‬الشغف،‭ ‬فهناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬يرغبون‭ ‬في‭ ‬إثبات‭ ‬ذاتهم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬لكنهم‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يمتلكون‭ ‬إمكانيات‭ ‬التخصص‭ ‬والتبحر‭ ‬فيه‭ ‬علميا،‭ ‬وبالنسبة‭ ‬إلي‭ ‬فقد‭ ‬كنت‭ ‬محظوظة‭ ‬بشدة‭ ‬حيث‭ ‬دعمني‭ ‬والداي‭ ‬ووفرا‭ ‬لي‭ ‬كل‭ ‬الإمكانيات‭ ‬للدراسة‭ ‬على‭ ‬نفقتهما‭ ‬الخاصة،‭ ‬ورغم‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬علميا‭ ‬وعمليا‭ ‬فإنني‭ ‬مازلت‭ ‬أعتبر‭ ‬نفسي‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬المشوار،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬طموحي‭ ‬بلا‭ ‬سقف،‭ ‬وسأواصل‭ ‬المشوار‭ ‬رغم‭ ‬أي‭ ‬تحديات‭ ‬قد‭ ‬تواجهني‭. ‬

{ بحثك‭ ‬العلمي‭ ‬القادم؟

من‭ ‬أهم‭ ‬إنجازاتي‭ ‬العلمية‭ ‬التي‭ ‬أفخر‭ ‬بها‭ ‬هو‭ ‬نشر‭ ‬بحث‭ ‬علمي‭ ‬بدورية‭ ‬علمية‭ ‬عالمية‭ ‬عن‭ ‬الاختبارات‭ ‬السريرية‭ ‬في‭ ‬تخصص‭ ‬السكتات‭ ‬الدماغية،‭ ‬وذلك‭ ‬باستخدام‭ ‬الخلايا‭ ‬الجذعية،‭ ‬نظرا‭ ‬إلى‭ ‬اهتمامي‭ ‬الشديد‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العلاج‭ ‬الجيني‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬أما‭ ‬بحثي‭ ‬العلمي‭ ‬القادم‭ ‬فهو‭ ‬يتعلق‭ ‬بموضوع‭ ‬جديد‭ ‬ومهم‭ ‬وهو‭ ‬استخدام‭ ‬الخلايا‭ ‬المناعية‭ ‬في‭ ‬علاج‭ ‬سرطان‭ ‬الدم‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬إنقاذ‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأرواح‭. ‬

{ هدفك‭ ‬الحالي؟

أسعى‭ ‬حاليا‭ ‬إلى‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬رسالة‭ ‬الدكتوراه‭ ‬في‭ ‬تخصص‭ ‬العلاج‭ ‬الجيني‭ ‬والطب‭ ‬التجديدي،‭ ‬وأن‭ ‬أكمل‭ ‬المسيرة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬الذي‭ ‬أستمتع‭ ‬بالعمل‭ ‬فيه‭ ‬بشدة،‭ ‬ويمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬المشوار‭ ‬العلمي‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬نهاية،‭ ‬بل‭ ‬دائما‭ ‬هناك‭ ‬بدايات‭ ‬وأهداف‭ ‬ومجالات‭ ‬متجددة‭ ‬لمواكبة‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬مستجدات‭ ‬واهتمامات‭.‬

{ هل‭ ‬شعرت‭ ‬قط‭ ‬بالفشل؟

نعم‭ ‬شعرت‭ ‬بنوع‭ ‬من‭ ‬الفشل‭ ‬حين‭ ‬ذهبت‭ ‬إلى‭ ‬ألمانيا‭ ‬للدراسة‭ ‬في‭ ‬البداية،‭ ‬حين‭ ‬واجهت‭ ‬حاجز‭ ‬اللغة‭ ‬هناك‭ ‬وكان‭ ‬تحديا‭ ‬كبيرا‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلي،‭ ‬حيث‭ ‬انتابني‭ ‬شعور‭ ‬حينئذ‭ ‬بأني‭ ‬غير‭ ‬مؤهلة‭ ‬للدراسة‭ ‬والتطور،‭ ‬وهو‭ ‬شيء‭ ‬يندرج‭ ‬تحت‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬عدم‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬النفس،‭ ‬ولكني‭ ‬تغلبت‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬الشعور،‭ ‬بل‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬تحويله‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬قوة‭ ‬وانطلاقة،‭ ‬وخاصة‭ ‬حين‭ ‬عملت‭ ‬مع‭ ‬فريق‭ ‬جامعة‭ ‬كمبردج‭ ‬الذين‭ ‬أسهموا‭ ‬كثيرا‭ ‬في‭ ‬منحي‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬نفسي،‭ ‬وقد‭ ‬استمددت‭ ‬منهم‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الخبرات‭ ‬الواسعة‭ ‬التي‭ ‬أهلتني‭ ‬لتحقيق‭ ‬ما‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬اليوم،‭ ‬ولذلك‭ ‬أوجه‭ ‬رسالة‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬شاب‭ ‬بأن‭ ‬بإمكانه‭ ‬بلوغ‭ ‬أهدافه‭ ‬مهما‭ ‬واجه‭ ‬من‭ ‬صعوبات‭ ‬أو‭ ‬عثرات‭ ‬أو‭ ‬تحديات‭. ‬

{ مبدأ‭ ‬تسيرين‭ ‬عليه؟

مبدئي‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الذي‭ ‬أسير‭ ‬عليه‭ ‬دائما‭ ‬هو‭ ‬لا‭ ‬يأس‭ ‬ولا‭ ‬استسلام،‭ ‬مهما‭ ‬اعترض‭ ‬طريقنا‭ ‬من‭ ‬تحديات،‭ ‬فهكذا‭ ‬تعلمت‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬الحياة،‭ ‬فلا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬التحلي‭ ‬بالصبر‭ ‬والقوة‭ ‬عند‭ ‬مواجهة‭ ‬أي‭ ‬عثرات،‭ ‬وهنا‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬توجيه‭ ‬رسالة‭ ‬امتنان‭ ‬وشكر‭ ‬إلى‭ ‬أمي‭ ‬وأبي‭ ‬فإليهما‭ ‬يعود‭ ‬الفضل‭ ‬في‭ ‬تكوين‭ ‬شخصيتي‭ ‬فقد‭ ‬كانا‭ ‬داعمين‭ ‬لي‭ ‬بشدة،‭ ‬ويمكن‭ ‬القول‭ ‬إنهما‭ ‬وراء‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬عملية‭ ‬وعلمية،‭ ‬كذلك‭ ‬أتوجه‭ ‬بالشكر‭ ‬الجزيل‭ ‬إلى‭ ‬أناس‭ ‬ساندوني‭ ‬كثيرا‭ ‬عبر‭ ‬مشواري‭ ‬منهم‭ ‬د‭. ‬صفوق‭ ‬الشمري‭ ‬مؤسس‭ ‬مركز‭ ‬الطب‭ ‬التجديدي‭ ‬التابع‭ ‬لجامعة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬ود‭. ‬خالد‭ ‬العوهلي‭ ‬رئيس‭ ‬الجامعة،‭ ‬وكل‭ ‬الأساتذة‭ ‬الذين‭ ‬عملت‭ ‬معهم،‭ ‬وتحت‭ ‬إشرافهم،‭ ‬فقد‭ ‬تعلمت‭ ‬شيئا‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬مر‭ ‬في‭ ‬حياتي‭ ‬وهم‭ ‬كثر‭. ‬

{ حلم‭ ‬تتمنين‭ ‬تحقيقه؟

لا‭ ‬يزال‭ ‬في‭ ‬جعبتي‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأحلام‭ ‬والطموحات‭ ‬والأهداف‭ ‬التي‭ ‬أتمنى‭ ‬تحقيقها‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬تكمن‭ ‬أغلى‭ ‬أمنية‭ ‬لي‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬أستمر‭ ‬مصدر‭ ‬فخر‭ ‬لمملكتي‭ ‬الحبيبة،‭ ‬التي‭ ‬أدين‭ ‬لها‭ ‬بالكثير،‭ ‬وأن‭ ‬يلقى‭ ‬العلماء‭ ‬المكانة‭ ‬التي‭ ‬يستحقونها‭ ‬في‭ ‬وطنهم‭ ‬مثلما‭ ‬يحدث‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الكوادر‭ ‬في‭ ‬باقي‭ ‬التخصصات‭ ‬الأخرى‭. ‬

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram