انخفاض إصابات الكبد الوبائي بالبحرين

الدكتور أحمد الصايغ

أفاد استشاري الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي والكبد والمناظير بالمستشفى الكندي الدكتور أحمد الصايغ أن أكثر أنواع التهابات الكبد شيوعًا في البحرين هو فيروس التهاب الكبد (A)، وتكون فيها حالة المريض بسيطة وينتقل عن طريق الطعام، والعلاج لا يتطلب سوى أخذ السوائل والمغذيات الوريدية، وعادة يكون فيها المرض حادًا وغير مزمن، أما النوع الآخر فهو النوع المهم؛ وهو التهاب الكبد الوبائي الفيروسي (C) وهو يكون مزمنًا، ولكن مع توفير العلاجات الجديدة يمكن شفاء الحالات بنسبة 99%.

وأكد أن مملكة البحرين بذلت جهودًا كبيرةً في سبيل القضاء على وباء التهاب الكبد الوبائي الفيروسي (C) (HCV)، وذلك بتوفير جميع الأدوية المطلوبة لعلاجه، بالرغم من كونها مكلفة للغاية.

وقال الدكتور الصايغ في تصريح خاص لـ«الأيام»، بمناسبة اليوم العالمي لالتهاب الكبد الوبائي (HCV)، إنه بهدف تسليط الضوء على الأهمية الملحّة للقضاء على التهاب الكبد من أجل تنفيذ أهداف استئصاله بحلول عام 2030؛ اختارت منظمة الصحة العالمية شعار «نجعل رعاية التهاب الكبد أقرب إليك» لعام 2022، فرؤية 2030 تهدف إلى القضاء على التهاب الكبد الفيروسي بوصفه مشكلة من مشاكل الصحة العامة، وهذا هدف تتضمنه الغايات العالمية الرامية إلى الحد من حالات العدوى بالتهاب الكبد الفيروسي الجديدة بنسبة 90%، والحد من الوفيات الناجمة عن التهاب الكبد الفيروسي بنسبة 65%.

وقال إنه لا توجد احصاءات ثابتة لأعداد المصابين، مشيرًا إلى أنه تبعًا لخطة مملكة البحرين للقضاء على المرض، فإن متوسط الحالات التي تعرض عليهم أسبوعيًا هو من 8 إلى 10 حالات، بعد أن كانت 12 حالة أسبوعيًا، وهي علامة جيدة تشير إلى انخفاض الإصابات بأمراض التهابات الكبد في البحرين.

وذكر «إن اختيار 28 يوليو يومًا عالميًا لالتهاب الكبد الوبائي من كل عام جاء لكونه يصادف تاريخ ميلاد العالم الدكتور (باروخ بلومبرغ) الحائز على جائزة نوبل، والذي اكتشف فيروس التهاب الكبد (B) وابتكر اختبارًا تشخيصيًا للمرض ولقاحًا مضادًا له».

وذكر الدكتور الصايغ أن فيروس التهاب الكبد (C) ينتشر عن طريق الاتصال مع الدم، موضحًا أن أكثر الطرق شيوعًا لانتقال المرض هي تقاسم الإبر أو أدوات أخرى تستخدم لتعاطي المخدرات والحقن، وثقب الجسم أو الوشم بواسطة استخدام المعدات المعقمة بشكل غير صحيح، وتقاسم فرشاة الأسنان وشفرات الحلاقة أو غيرها من المستلزمات الشخصية.

وأوضح أن معظم الناس الذين يعانون من التهاب الكبد (C) ليس لديهم أعراض، مبينًا أنه أحيانًا تكون الأعراض غير محددة وخفيفة، إذ يصعب أن تُنسب إلى العدوى، مضيفًا أن الأعراض الأكثر شيوعًا من بين أولئك الذين لديهم هي التعب، وتشمل الأعراض الأخرى الأقل شيوعًا الغثيان، وانخفاض الشهية، وآلام العضلات أو المفاصل، والضعف، وفقدان الوزن. ويتم تشخيص التهاب الكبد (C) عن طريق اختبار الدم للأجسام المضادة للفيروس أو نسبة الفيروس في الدم.

أما بالنسبة للعلاج، فذكر استشاري الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي والكبد والمناظير الدكتور أحمد الصايغ أن علاج عدوى فيروس التهاب الكبد الوبائي (C) كان صعبًا في الماضي، إذ كان العلاج على شكل إبرة يأخذها المريض أسبوعيًا لفترة تتراوح بين 6 أشهر وسنة، وقد كان لهذه الإبرة العديد من الآثار الجانبية، وبلغت نسبة الشفاء حوالي 40% إلى 65%

وأكد أن علاج التهاب الكبد (C) قد تحسّن خلال العقدين الماضيين مع ظهور العلاج الناجح لالتهاب الكبد (C)، إذ ارتفعت نسبة الشفاء إلى 90-95%، والعلاج الحالي عبارة عن أدوية تؤخذ عن طريق الفم لمدة 3 إلى 6 أشهر في بعض الحالات، واستعيض بهذه الأدوية عن الإبرة. كما أن الأعراض الجانبية الناتجة عن هذه الأدوية قليلة جدًا، ما أسهم في تحسّن أخذ المريض للعلاج وعدم انقطاعه العلاج، لافتًا إلى أهمية توعية الأشخاص الذين تعرضوا للحالة بأعراض وعلامات الإصابة بالمرض التي تستوجب سرعة مراجعة الطبيب؛ بهدف الاكتشاف المبكر واتخاذ الإجراءات اللازمة لتقليل حدوث مزيد من انتشار العدوى.

وأشار إلى أن الأهداف المرجوة من الاحتفال السنوي بهذه المناسبة هي إذكاء الوعي المجتمعي بمرض التهاب الكبد الفيروسي وتعزيز فهم أسبابه ومخاطره. فيمكن أن يسبّب الفيروس العدوى بالتهاب كبدي حاد ومزمن على حد سواء، تتراوح شدته بين المرض الخفيف الذي يدوم أسابيع قليلة والمرض الخطير الذي يستمر طوال العمر، وهو سبب رئيس للإصابة بتليف الكبد وسرطان الكبد.

المصدر: خديجة العرادي:

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram