الدكتورة مريم فدا: الفحوصات الجينية ضرورة لمن لديهم تاريخ عائلي للسرطانات

الدكتورة مريم فدا
الثلاثاء ١٥ أكتوبر ٢٠٢٤ – 02:00
في‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر،‭ ‬شهر‭ ‬التوعية‭ ‬بسرطان‭ ‬الثدي،‭ ‬الذي‭ ‬نكثف‭ ‬فيه‭ ‬التوعية‭ ‬بأحد‭ ‬أكثر‭ ‬السرطانات‭ ‬انتشاراً‭ ‬لدى‭ ‬الإناث،‭ ‬والتي‭ ‬تقدر‭ ‬نسبتها‭ ‬بـ40%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬عدد‭ ‬السرطانات‭ ‬المختلفة‭.‬
شددت‭ ‬الدكتورة‭ ‬مريم‭ ‬فدا‭ ‬استشاري‭ ‬الجينات‭ ‬والوراثة‭ ‬وتحليل‭ ‬جينات‭ ‬الأجنة‭ ‬قبل‭ ‬الغرس‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬تذكير‭ ‬الإناث‭ ‬بالقيام‭ ‬بالفحص‭ ‬الذاتي‭ ‬للثدي‭ ‬والفحوصات‭ ‬المتعارف‭ ‬عليها‭ ‬كالماموجرام‭ ‬ابتداءً‭ ‬من‭ ‬سن‭ ‬الأربعين‭ ‬أو‭ ‬قبل‭ ‬ذاك‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬تاريخ‭ ‬عائلي‭ ‬بالمرض‭. ‬كما‭ ‬ننصح‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬بالقيام‭ ‬بالفحوصات‭ ‬الجينية‭.‬
مبينة‭ ‬أن‭ ‬السرطان‭ ‬مرض‭ ‬جيني‭ ‬و10%‭ ‬تقريباً‭ ‬منه‭ ‬وراثية‭ ‬أي‭ ‬يتم‭ ‬وراثتها‭ ‬من‭ ‬الأم‭ ‬أو‭ ‬الأب‭. ‬
وأضافت‭ ‬الدكتورة‭ ‬مريم‭ ‬أن‭ ‬الفحص‭ ‬الجيني‭ ‬يتم‭ ‬بأخذ‭ ‬عينة‭ ‬دم‭ ‬من‭ ‬المريضة‭ ‬لمعرفة‭ ‬نوع‭ ‬الطفرة‭ ‬الجينية‭ ‬المسببة‭ ‬للسرطان‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬انقسام‭ ‬الخلايا‭ ‬وتكون‭ ‬الورم‭. ‬اكتشاف‭ ‬الورم‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬تكونه‭ ‬وعلاج‭ ‬المرض‭ ‬مبكراً‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬ارتفاع‭ ‬نسبة‭ ‬الشفاء‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭. ‬لذلك‭ ‬ننصح‭ ‬دائماً‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬لديهم‭ ‬تاريخ‭ ‬عائلي‭ ‬بالسرطان‭ ‬القيام‭ ‬بالفحص‭ ‬الجيني‭ ‬خصوصاً‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬المصابون‭ ‬أقارب‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى‭.‬
هناك‭ ‬عدة‭ ‬جينات‭ ‬مسؤولة‭ ‬عن‭ ‬انقسام‭ ‬الخلايا‭ ‬وتكون‭ ‬الورم‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬بها‭ ‬طفرات‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬نسبة‭ ‬الإصابة‭ ‬بالمرض‭. ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬هذه‭ ‬الجينات‭ ‬BRCA1،‭ ‬BRCA2،‭ ‬PALB2‭ ‬وغيرها‭.‬
بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الإناث،‭ ‬إذا‭ ‬تبين‭ ‬من‭ ‬الفحص‭ ‬الجيني‭ ‬أن‭ ‬المريضة‭ ‬حاملة‭ ‬لطفرة‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬هذه‭ ‬الجينات،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الطفرات‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬نسبة‭ ‬الإصابة‭ ‬بسرطان‭ ‬الثدي‭ ‬والمبايض‭ ‬وكذلك‭ ‬البنكرياس‭ ‬والقولون‭. ‬أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الذكور،‭ ‬فهذه‭ ‬الطفرات‭ ‬الجينية‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬نسبة‭ ‬الإصابة‭ ‬بسرطان‭ ‬الثدي‭ ‬بـ1%‭ ‬وكذلك‭ ‬سرطان‭ ‬البروستات‭ ‬والبنكرياس‭ ‬والقولون‭. ‬لذا‭ ‬ننصح‭ ‬الذكور‭ ‬كذلك‭ ‬بالقيام‭ ‬بالفحص‭ ‬الجيني‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬تبين‭ ‬وجود‭ ‬أقارب‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬تم‭ ‬تشخيصهم‭ ‬بالسرطان‭.‬
نسبة‭ ‬وراثة‭ ‬الطفرة‭ ‬السرطانية‭ ‬50%،‭ ‬وذلك‭ ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬نسختين‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬جين‭ (‬من‭ ‬الأم‭ ‬والأب‭). ‬عادة‭ ‬مريض‭ ‬السرطان‭ ‬لديه‭ ‬جين‭ ‬سليم‭ ‬والآخر‭ ‬به‭ ‬الطفرة‭ ‬فإما‭ ‬يورِث‭ ‬الجين‭ ‬السليم‭ ‬لأبنائه‭ ‬أو‭ ‬الجين‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬الطفرة‭ ‬السرطانية‭. ‬لذلك‭ ‬يُطلب‭ ‬من‭ ‬أقارب‭ ‬المريض‭ ‬وخصوصاً‭ ‬الأبناء‭ ‬والأشقاء‭ ‬القيام‭ ‬بالفحص‭ ‬الجيني‭ ‬لمعرفة‭ ‬إن‭ ‬كانوا‭ ‬قد‭ ‬ورثوا‭ ‬ذات‭ ‬الطفرة‭. ‬إن‭ ‬تم‭ ‬وراثتها‭ ‬فنقوم‭ ‬بمتابعة‭ ‬المريض‭ ‬أو‭ ‬المريضة‭ ‬عن‭ ‬كثب‭ ‬لاستئصال‭ ‬الورم‭ ‬في‭ ‬بدايته‭ ‬لتصل‭ ‬نسبة‭ ‬الشفاء‭ ‬إلى‭ ‬100%‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭.‬
كما‭ ‬نصحت‭ ‬الدكتورة‭ ‬مريم‭ ‬لتجنب‭ ‬إنجاب‭ ‬طفل‭ ‬يحمل‭ ‬هذه‭ ‬الطفرة‭ ‬السرطانية،‭ ‬بضرورة‭ ‬تحليل‭ ‬جينات‭ ‬الأجنة‭ ‬قبل‭ ‬الغرس‭ ‬بعد‭ ‬عملية‭ ‬أطفال‭ ‬الأنابيب،‭ ‬لتجنب‭ ‬إنجاب‭ ‬طفل‭ ‬يحمل‭ ‬هذه‭ ‬الطفرة‭ ‬السرطانية،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬إعطاء‭ ‬الأم‭ ‬الأدوية‭ ‬المحفزة‭ ‬للمبايض‭. ‬بعد‭ ‬سحب‭ ‬البويضات‭ ‬يتم‭ ‬تلقيحها‭ ‬بالحيوانات‭ ‬المنوية‭ ‬للزوج‭. ‬عند‭ ‬تكون‭ ‬الأجنة،‭ ‬يتم‭ ‬أخذ‭ ‬خزعة‭ ‬من‭ ‬الأجنة‭ ‬وتحليلها‭ ‬لمعرفة‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأجنة‭ ‬سليمة‭ ‬ليتم‭ ‬بعدها‭ ‬زراعتها‭ ‬في‭ ‬الأم‭ ‬لتنجب‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬طفل‭ ‬لا‭ ‬يحمل‭ ‬هذه‭ ‬الطفرة‭ ‬السرطانية‭.‬
كما‭ ‬أن‭ ‬مستقبلات‭ ‬سرطان‭ ‬الثدي‭ ‬تلعب‭ ‬دوراً‭ ‬مهماً‭ ‬في‭ ‬علاج‭ ‬المرضى‭ ‬الذين‭ ‬تم‭ ‬تشخيصهم‭ ‬بهذا‭ ‬المرض‭. ‬أحد‭ ‬أسباب‭ ‬أخذ‭ ‬خزعة‭ ‬من‭ ‬الورم‭ ‬هو‭ ‬لمعرفة‭ ‬نوع‭ ‬المستقبلات‭ ‬الموجودة‭ ‬على‭ ‬الخلايا‭ ‬ليتم‭ ‬تحديد‭ ‬العلاج‭ ‬الموجه‭. ‬هناك‭ ‬ثلاث‭ ‬مستقبلات‭ ‬يتم‭ ‬فحص‭ ‬وجودها‭ ‬من‭ ‬عدمه‭ ‬وهي‭:‬
مستقبل‭ ‬الاستروجين‭ (‬ER‭)‬،‭ ‬مستقبل‭ ‬البروجسترون‭ (‬PR‭)‬،‭ ‬ومستقبل‭ ‬عامل‭ ‬نمو‭ ‬البشرة‭ ‬البشري‭ ‬الثاني‭ (‬HER2‭). ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬الخلايا‭ ‬إيجابية‭ ‬لمستقبل‭ ‬الاستروجين‭ (‬أي‭ ‬تم‭ ‬رصد‭ ‬هذا‭ ‬المستقبل‭ ‬على‭ ‬خلايا‭ ‬الورم‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬فحصها‭ ‬من‭ ‬الخزعة‭) ‬فهذا‭ ‬يعني‭ ‬ان‭ ‬هرمون‭ ‬الاستروجين‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬انقسام‭ ‬الخلايا‭ ‬السرطانية‭ ‬لذا‭ ‬سيتم‭ ‬إعطاء‭ ‬المريضة‭ ‬العلاج‭ ‬الهرموني‭ ‬كدواء‭ ‬التاموكسيفين‭ ‬الذي‭ ‬يمنع‭ ‬هرمون‭ ‬الاستروجين‭ ‬من‭ ‬تحفيز‭ ‬الخلايا‭ ‬وبالتالي‭ ‬يتم‭ ‬القضاء‭ ‬عليها‭.‬
أما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬الخلايا‭ ‬إيجابية‭ ‬لمستقبل‭ ‬HER2‭ ‬فيتم‭ ‬إعطاء‭ ‬المريضة‭ ‬العلاج‭ ‬البيولوجي‭ ‬كدواء‭ ‬تراستوزوماب‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬الخلايا‭ ‬والذي‭ ‬يتم‭ ‬إعطاؤه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الوريد‭.‬
قد‭ ‬تكون‭ ‬جميع‭ ‬المستقبلات‭ ‬إيجابية‭ ‬أي‭ ‬تم‭ ‬رصدها‭ ‬على‭ ‬خلايا‭ ‬الثدي‭ ‬السرطانية‭ ‬وبالتالي‭ ‬بإمكان‭ ‬طبيب‭ ‬الأورام‭ ‬تحديد‭ ‬الخطة‭ ‬العلاجية‭ ‬التي‭ ‬تتضمن‭ ‬العلاج‭ ‬الهرموني‭ ‬والبيولوجي‭.‬
أما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬الخلايا‭ ‬سلبية‭ ‬لهذه‭ ‬المستقبلات‭ ‬الثلاث‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالسرطان‭ ‬السلبي‭ ‬الثلاثي‭ (‬Triple‭-‬negative‭) ‬فالخطة‭ ‬العلاجية‭ ‬تتضمن‭ ‬العلاج‭ ‬الكيميائي‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬الخلايا‭ ‬السرطانية‭ ‬لعدم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬العلاج‭ ‬الموجه‭ ‬كالعلاج‭ ‬الهرموني‭ ‬أو‭ ‬البيولوجي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬هذه‭ ‬المستقبلات‭.‬
وعن‭ ‬تحديد‭ ‬الخطة‭ ‬العلاجية‭ ‬أكدت‭ ‬عدة‭ ‬عوامل‭ ‬من‭ ‬ضمنها‭ ‬مرحلة‭ ‬المرض،‭ ‬الطفرة‭ ‬الجينية‭ ‬المسببة‭ ‬للسرطان،‭ ‬مستقبلات‭ ‬سرطان‭ ‬الثدي،‭ ‬تقرير‭ ‬الأنسجة‭ (‬الخزعة‭)‬،‭ ‬المرحلة‭ ‬العمرية‭ ‬للمريضة‭.‬
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram