كتبت: فاطمة علي
أكد استشاري الأمراض المعدية بالمستشفى العسكري عضو الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد-19) المقدم طبيب مناف القحطاني بأن جدري القرود ليس له علاقة باللقاح المضاد لفيروس كورونا ومصدره ليس المخابر العلمية، وهو ليس كذبة اعلامية وان كلا الفيروسين مختلفان ولا علاقة بينهما، محذرا من تجاهل زيادة الاصابات في دول لم يستوطن الفيروس فيها مسبقا، الامر الذي قد يؤدي إلى تحورات في الفيروس تجعله أكثر فاعلية من خلال الاستمرارية في التكاثر داخل جسم كائن حي.
وأشار القحطاني في تغريدة عبر حسابه الرسمي في «تويتر» إلى أنه لا توجد أدلة على أن فيروس جدري القرود مصدره أحد المخابر العلمية إذ ان الفيروس موجود في البراري ضمن مجموعات الحيوانات في بلدان غرب ووسط إفريقيا ويتم رصد تفشي محدود للفيروس بين البشر كل عام، موضحا أن نوع جدري القرود المنتشر حاليا في اكثر من 80 دولة، والذي تسبب في اصابة اكثر من 20 الف اصابة خلال اشهر معدودة هو من النوع المستوطن في غرب افريقيا وهو النوع الاقل شدة في الاعراض والخطورة مقارنة بالفيروس المستوطن في وسط إفريقيا.
وأفاد بأن الذكور والاناث معرضون للإصابة بمرض جدري القرود بنفس الدرجة لكن تبقى الإحصائيات تؤكد أن أغلب الوفيات في إفريقيا بسبب جدري القرود تتم في صفوف الاطفال، مشيرا الى ان العدوى تحصل عندما تنتقل بثور المرضى إلى جروح أو أعين أشخاص آخرين، وقد تحدث أيضا من خلال استنشاق رذاذ به جسيمات من الشخص المريض وأن جدري القرود ينتقل بشكل أساسي عن طريق الاتصال المباشر مع الأغشية المخاطية ولا يعتبر من الامراض التناسلية. وقال القحطاني في سياق تغريداته امس إن جدري القرود قريب من الجدري الذي تم استئصاله قبل أربعين عاما، ولكنه أقل خطورة منه وأن أعراضه تبدأ بحمى شديدة وتتطور بسرعة إلى طفح جلدي مع تكوين قشور وانتفاخ في الغدد اللمفاوية، مؤكدا أنه على الرغم من أن تفشي المرض غير معتاد، فإنه يظل قابلا للاحتواء من خلال الجاهزية للكشف ومنع انتشاره بين الانسان، النظافة الشخصية الجيدة والسلوك الجنسي الآمن ستسهم في السيطرة على انتشاره ومنع حدوث تحورات فيروسية، حيث أن جدري القرود مرض حقيقي، والفيروس المسبب للمرض معروف منذ عام 1958، ومنذ عام 1970 معروف أنه ينتقل للبشر أيضا. ودائما كانت هناك إصابات بالمرض، لكنها كانت تقتصر على دول غرب ووسط أفريقيا وأنه منذ عام 2017 تجاوز عدد الحالات في نيجيريا الـ500 حالة ومازالت مستمرة حتى اليوم. وذكر أن جدري القرود سمي بهذا الاسم، لأنه تم اكتشافه لأول مرة بين مجموعة من القرود. لكن في الحقيقة مصدر الفيروس هو القوارض، وربما تكون القرود ناقلا وسيطا، وانه ومن خلال تسلسل الجينوم، يمكن لنا التمييز بين سلالات الفيروس المختلفة. وبالتالي يمكن معرفة ما إذا كان الفيروس مرتبطا بسلالة فيروس جدري القرود في غرب إفريقيا أو وسط إفريقيا. واختتم القحطاني تغريداته بالتحذير من الخلط بين علم محاكاة التنبؤ بالأمراض الوبائية وهو علم درسناه منذ سنين ونظرية المخططات والتحضير لنشر الوباء إذ انه وفي الأوساط العلمية يتم انتقاد الاهتمام الضئيل بمثل هذه الفيروسات الخطيرة والأمراض التي تسببها في بعض الدول، طالما أن العالم المتقدم لا يعاني منها بشكل مباشر.